أخي الكريم كاتب المساهمة جزاك الله كل خير
وأجزل لك العطاء لأنك بهذا تعطي كل ذي حق حقه في هذه البلدة الطيبة
وأحب أن أضيف لك بعض أسماء الرجال رحمهم الله الذين كان لهم دورا في التوجيه وكانوا مثالا يحتذى به بدون ان يكون لهم دواوين لكن أفعالهم كانت منار لمن يهتدي بقدوتهم
وهم (الحاج أحمد الحاج حمام ) رحمه الله
و ( الحاج عبدالله العبدالله التكاك ) رحمه الله
و ( الحاج عبدالله الحاج حمدو الوهب ) رحمه الله (والحاج عبود الوهب ) رحمه الله
و (الكثير ممن كانوا في حلقات ذكرهم وهم شيوخ الطريقة النقشبندية )
الحاج أحمد الحاج حمام والحاج عبدالله التكاك هم من ضمن خمسون شابا ذهبوا الى الحرب العالمية الاولى من تادف ولم يرجع منهم سوى خمسة اشخاص خاضوا الحرب العالمية وحضروا السفر برلك حاربوا مع الجيش العصمللي آنذاك وبعما حطت الحرب أوزارها عاد فقط خمسة من اصل خمسين عادوا مشيا على الاقدام من استانبول الى تادف
وسوف أذكر لك مختصر حياة( الحاج أحمد الحاج حمام ) لأنني أحد أحفاده وعاصرته لمدة اربع وعشرون عاما رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين
(ولد الحاج أحمد الحاج حمام عام 1878 وتوفي عام 1984 ليكون قد عاش مائة وستة سنوات رحمه الله نشأ في عائلة محافظة وأهل البلدة جميعهم محافظون وبالأحرى كان يقال عنهم متعصبون لشدة المحافظة على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم ومن هذه الشدة هناك أمورا أصلها عادة كانوا يعتبرونها دينا
وعذرهم في هذا لأن البلدة كان يقطنها تقريبا النصف من اليهود فهذا ما دفعهم الى التمسك بدينهم الى حالة التعصب في وجه اليهود اللذين كانوا يتعايشون معهم بسلام الى أن جاء عام 1948 وغادر عن تادف آخر يهودي بأتجاه فلسطين
نشأ الحاج أحمد ولدا من ضمن ثلاثة أخوة هو الثالث والوسط والده الحاج حمام الخلف ووالدته أمون البكار وبهذا يكون أبن عمته للشيخ محمد الحاج حسين البكار رحمهم الله جميعا أمام الجامع الكبير بتادف طوال حياته
كان والده ميسور الحال وكان يمتلك الكثير من الاراضي والاغنام والجمال وقتها بدء بدراسة القرآن الكريم هو وأبن خاله الشيخ محمد البكار على يد الشيخ الحداد وأرادا الذهاب الى مصر لأكمال دراستهم في الازهر الشريف لكن والده الحاج حمام منعه من السفر بسبب انه يحتاجه لأدارة أرزاقه آنذاك فأحد أخوته كان يتابع الأغنام والآخر يتابع الأراضي وهو جعله لمتابعة الجمال والتجارة بين سورية وتركيا
فلم يستطيع اكمال دراسته وفي هذه الحال ذهب الشيخ محمد البكار لوحده الى مصر وتابع دراسته وعاد من الازهر واستلم امامة الجامع الكبير الى حين وفاته رحمه الله لكن لا زالت صداقتهم على عهدها وأيضا بسبب القرابة وفي أثناء ما كان الشيخ محمد البكار في مصر يتابع دراسته
جاء الى بلدة تادف شيخ اسمه [b]محمد ابو النصر[/b] من محافظة حمص وبدأ يعلم الناس الطريقة النقشبندية فما كان منه الا الاتصال بمن يداوم على المسجد الكبير وبدأ الحاج أحمد الحمام يتتلمذ على يد الشيخ ابو النصر وأخذعنه الطريقة النقشبندية وكان هو الذي يدير الختم في المسجد الكبير بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العشاء بوجود الشيخ محمد البكار وكان يجتمع معه جماعة تزيد على العشرون رجلا من كبار السن والبعض من الشباب واليافعين وأكون من ضمنهم أحيانا
ضل حياته كلها ملازما للشيخ محمد البكار وكان يستمع منه كل ما يخفى عنه من أمور الدين
أذكر كنا صغارا دائما نسأله عن الاحكام الشرعية فكان يجيبنا أذا يعرف الحكم وأذا كان لا يعرفه يجيبنا سوف اسأل ابن خالي عنه والمقصود هو ابن خاله الشيخ محمد البكار وكان دائما معتكفا في المسجد هو وبعض اصحابه أذكر منهم الحاج عبدالله العبدالله التكاك و الحاج عبدالله الحاج حمدو الوهب والحاج أحمد الخليلو وابنه مصطفى والحاج عبود الوهب كثيرون لم أعد أذكرهم رحمهم الله جميعا
وواحد أو أثنان من بيت المامو لم يخطر ببالي اسماؤهم
وآخرون كثيرون يشهد له بالدين والورع لم ترد اسماؤهم في اي من المحافل الدينية وهذا يعود لتواضع منه وعدم الشهرة لأنهم كانوا لا يحبون الشهرة وكانت عباداتهم خالصة لله وحده ويكرهون الياء والسمعة خوفا من ان يتسلط عليهم الشيطان ويغريهم بالياء والسمعة
وأن من صلب ذكره الذكر الخفي بما يسمونه وهو ذكرهم الله في قلوبهم ولا يحركون السنتهم
لأن معتقدهم بأن هذه الطريقة في الذكر تعود الى الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمة نقشبند تعود في تسميتها كما كان يقول لي أن أحد من أعتنق هذه الطريقة في الذكر وهو من بلاد بخارى طبع على صدره كلمة الله جهة قلبه من كثرة ما كان يذكر الله سرا في قلبه
وأرجو الله أن يعينكم على أعطاء كل ذي حق حقه ونترحم على جميع هؤلاء الذين ساهموا بنشر الوعي الديني في هذه البلدة الطيبة
وأشكر لكل من ساهم ويساهم في أثراء معالم هذه البلدة ونشر الوعي سواء العلمي أو الثقافي أو الديني
وأشكر للجميع مساهماتهم الكريمة بأي مجال كانت